ملاحظة: إن أحداث و شخصيات هذه القصة هي من وحي خيال الكاتب و أي تشابه بينها و بين أحداث أو شخصيات حقيقية هو بمحض الصدفة....واللي علي رأسه بطحة رجا ميحسسش عليها(وللمتذاكين هذه قصة نقدية ...ولا... أنا مش البطل بتاعها).
قصة خيالية عن طالب طب غير مثالي:
جالسا في كرسيي الوثير تعود بي الذاكرة إلي أيام الدراسة
أتذكر فرحة الشايب بعد ما صار من الواسطة و قدر يخششني للطب مع أني مش جايب مجموع, ووجه العزوز المشرق وهي تبوزٌ علي خلاتي ...اه تلك كانت الأيام.
كنت ديمه نمشي في الجامعة, تبيني تلقاني في الساحة, دخان وبصارة و منخشش المدرج إلا مع الدكتور و نختار لي مكان في الخلف هادئ مايزعجنيش فيه صوت الدكتور و نكتب خواطري وذكرياتي علي سطح الدرج.
بعد المحاضرة نلم كراسات العيال اللي يقروا و نصورهن (مش أسهل؟!)
كنت نحضر في المحاضرات عشان يحفظ الدكتور وجهي ,بيش ما يقوليش عمري ما حقيتك لو جاني في الأورال...
واكتشفت أن أهم حاجة هي أنك تتعرف علي الدكاترة و تزمزكلهم , مثلا السمين تقوله (شكلك ناقص يادكتور... أدير في رجيم؟) و الدكتور الممل قوله( محاضراتك روعة ياريتك تعطينا المنهج كله!! ) ومشيت علي قاعدة (الدكتور أللي يعرفك ما يسقطك ) ولقيتها ميه الميه.
كنت ماشي بشعار مهم أخر وهو (خوذ وما تعطيش ), كني والدك وناسيك نعطيك الامتحانات أللي حصلتهن من طلبة السنة اللي فاتت ؟...بس لو لقيت واحد عنده امتحان معنديش ولا يكون زميل ليا في المثابة ولا الأمانة الطلابية ... عيوني لهم (نلقاهم بعدين).
وبعد كم سنة تخرجت وجت سنة الامتياز و تكتكتها صح
اخترت الأيام إلي يجي فيهن رئيس الوحدة و قلت هاذين هن أيامي (شن الفايدة من أنك تجي يوميا كان أللي يبي يوقعلك ما يجيش إلا يوم ولا يومين في الأسبوع!!!)
ومرة الأيام وطلعت من معتقل الامتياز وبديت نشتغل في مستشفي
وهنا طبقت القاعدة القديمة تعرف علي المهمين, تسألني من هم
أول واحد رئيس الوحدة بتاعك أول ما يطلب منك حاجة تقوله "عيوني" وتجري تديرها
و لو قال نبي واحد منكم يعدي ي......قبل ما يكمل كلمته نرفع يدي و نقول "حاضر".
ثاني واحد الدكتور إلي يحط في الروتة قعدت صاحبه ورفيقه عشان بعد سنة نقوله فكني من الليل و ما يقوليش لا.
و من خلال صحبتي معاه خشيت في المدير و مدير القسم المالي و شؤون الموظفين وهلم جرا
بالنسبة للشغل في الوحدة لقيت أنه قاعدة سنة الامتياز مازالت ماشية (وتوا قعدنا خبرة )
المرضي و العلاج بتاعهم (إخيييه عليك أيام معفنة بتاع الروتة و الديوتي نقعد ماشي في الممر بعدما ينتصف الليل ناخذ في الحالة نلقاهم مازالوا واعيين يهدرزو "أرقد جاتك مرقد" ناقص هرجه أنا ...
ونبلغ الممرضة و أنا في طريقي لغرفة الدكاترة "أسمعي يجيك مرافق يشكيلك عدي معاه شوفي المريض كان إلقيتيه يتحمل للصبح أردبالك توعيني!!!) فاضي أنا لكل واحد فيهم ....وكانه جاتني بواحد حالته خطيرة ساهلة "نزليه للعناية" ونرد نكمل نومي.
وبعد عدة سنوات من بوس الأيادي و تلميع الأحذية وجدت نفسي و قد وصلت إلي مرتبة مدير المستشفي
و (أتفتحتلي طاقة القدر ) و ملأت جيوبي من المال عن طريق العقود و المشتريات و لجان الإتلاف وبدئت أخيراً أستمتع بمباهج أن تكون طبيباً
أصل أللي المستشفي يومياً مع الساعة 11 و نص بسيارتي الفارهة متفاديا أسراب الجراد من المرضي والمرافقين (شن دخلني أنا كان مافيش من الدواء هذا في الصيدلية بلكي يحسابوني نصنع فيه...أمشي أشريه من الصيدليات الخاصة ) و أتمتم لنفسي" مرض "
و الآن أنا جالس مرة أخري علي كرسيي الوثير في مكتبي المكيف وقد فرغت من التذكر الآن حان وقت العمل ...لأشمر عن ساعدي و أعد العدة ...
بلكي تحسابوني حنقدر نوصل لأمانة اللجنة الشعبية العامة للصحة بالساهل!!!