سبعة من العدم

موضوع: سبعة من العدم الخميس مايو 01, 2008 4:02 pm

سبعة من العدم

نقطة الصفر :عند تلك النقطة يبدأ الإنسان فيها التخلي عن الكثير من الاشياء ،ويكون كل تركيزه على هدف واحد يريد تحقيقه

العدم : في رأي إن العدم هو ما تحت نقطة الصفر ، أي أن جميع الأشياء قبل وصولك لنقطة الصفر تعتبر أشياء غير حقيقية ليس لها أي معنى ..

سبعه ... اه سبعة من العدم ... حياه هادئة و نمطية نحاول كسر روتينها المحاضرات، دراسة ، سهر ليالي، امتحانات ، رسوب أو نجاح، كنا نحاول دائما أن لا نحصر حياتنا في هذه الدائرة المغلقة لذلك كنا دوما نقوم بإضافة بعض التغيرات التي تجعل الحياة أكثر إشرقا ..

رحلات ، لقد أخذت هذه الكلمة مكان كبير في حياتنا كنا دوما نقوم بالرحلات، ليست رحلات عادية لعدة أسباب أولا أنها دائما بدون مواعيد أي ليس هناك أهمية للوقت صباحا كان أم مساء، وليس هناك من يعترض على هذه الرحلات أي ليس هناك كلمة لا، ليس هناك من يقول إن لدينا امتحان لا نستطيع الذهاب ..

13-4-2008 .. الساعة الثانية ظهرا كنت ادرس في المكتبة.. فجأة وبدون أي تحضيرات مسبقة وجدت نفسي أتناول الغذاء على شاطئ بحر مصيف "دريانه" .. كان البحر أزرق داكن اللون ، الرياح كانت تهب بضعف فترفع حبات الرمل لتنثرها على أرجلنا العارية,كان البحر هادئا نسبيا مع بعض الأمواج التي كانت تتكسر على كومة من الصخور المتراصة على الشاطئ والتي كانت تكون مرتفع صغير مغطى بأعشاب البحر,كانت الأمواج تتكسر على الصخور وتترك طبقة من زبد البحر المتراكم على الأعشاب وتخلف ورائها منظرا غريبا,كانت الرمال تحت كومة الصخور تتحرك فبدت كأنها تغلي على نار هادئة . بعد الانتهاء من الغداء لم يكن احد من الأصدقاء يريد الدخول إلى الماء لشدة برودته. لكن مع إلحاح منى ومن صديق آخر جعلنا الجميع يقفز إلى الماء لقد كنا نلعب بالرمال أمام الشاطئ في وسط أجواء مرحة لا يعرف لها الجد مكان و ............ لحظة ..... هكذا وبدون سابق إنذار بدأت لحظة الصفر ... هتف أحد الأصدقاء من خلفنا ( أخرجوني من الماء لم أعد قادر على السباحة..) هب الجميع وبدون أى لحظة تردد لمساعدته دخلنا جميعا الماء .... في بداية الأمر كنت أظن أننا سنخرجه بسهوله وسنبقى نضحك على هذا الموقف لكن بدا الموج يبتلعنا جميعا حتى أتت موجة كبيرة فتفرقنا عن بعضنا .. هنا بدأ الوقت في التسارع وكان كل شئ بدا يزول بسرعة ... طعم الماء المالح في حلقي كان يحرقني والهواء القليل الذي كان يدخل مع ماء البحر الى جوفي لم يكن يكفيني ذهلت، فزعت، فتشوشت أفكاري .... رأيت أصدقائي منهم من اخذه الموج ليلقى به على الصخور فتتجرح اجسامهم ومنهم من يطلب النجدة بدون فائدة ,ومنهم من بدأ ينطق في الشهادة بدأ عقلي في رفض كل هذه المشاهد ... وحاول جسدى عبثا السباحة فتارة أطفو فوق سطح الماء وتارة ألقي بجسدى بين أحضان مياه البحر الباردة ... عندما بدأ اليأس بالتسلل الى قلبي عرفت حينها انه لا يمكنني الخروج الا بمساعدة الله وحده , فتراخى جسدي وتركت البحر يجرني الى الخلف .. استطاع اثنان منا ان يصعدان الى الصخر اما الاثنان الاخران كانا يصارعان الموج والصخر ,وباقي الثلاثة كانوا غارقون في العمق .. بعد ذلك بدات الصورة في التقطع و التشويش .. فجأءة وجدت نفسي اقف على مرتفع من الرمل داخل البحر مددت يدي لارفع صديقي الى جانبي وبعد ذلك انضم الينا الصديق الاخر ... لم اعرف حينها من اين اتت هذه الرمال ,ولكن عرفت حينها شيئاً واحدا ان ساعتنا لم تدق بعد وأن لنا في هذه الحياة انفاس اخرى اخذنا نسرق الانفاس ونستعيد بعض من العزم والجهد لشق طريقنا الى الصخرة التي على الشاطئ والتي استطاع الاخرون الوصول اليها ,لم يكن الطريق الى الصخرة هذه المرة صعبا وكأن يدا خفيا كانت تساعدنا ... وصلنا للصخرة... طعم الحياة يعود من جديد ... هل الجميع بخير قالها صديقي وعندما تاكد ان الجميع نجا سقط مغشيا عليه، اسعفنا ثلاثة منا الى المستشفى اما الاخرون كانوا بخير ولكن بحمد الله خرجوا من المستشفى الساعة التاسعة ليلا ، انتهى الامر ,الكل سالمون بفضل الله ,رجعنا الى منازلنا ، في فراشي لم استطع النوم ، كانت تتكرر أمامى مشاهد البحر الهائج ,لازلت غير قادر على تصديق اننا كنا على حافة الموت00 ونجونا، عرفت ليلتها معنى جديد للحياه لا يعرفه الكثيرون خرجت من العدم وسأبدأ حياه جديدة اكثر وضوحا واقبالا على الله اصبح هذا هدفي في الحياة

( أحد السبعة )
والله ولي ذلك والقادر عليه

أولا ربي يحميكم أجمعين,واليوم السابع تجربة مريت بها كانت عبرة ومواعظة من الله لنا كلنا بالرغم ماكنتش فيها ,انتو ربي عطاكم فرصة 2 بس تصور أن نحن نمر بشئ وما يكونش في فرصة 2 لذلك ذكرت الله عطينا أشياء لازم نشكر وبالتقرب منها وربي يهدي الجميع كيف ما ربي فتحها عليا وأهدني الطريق المستقيم.
Rolling Eyes

قصتكم مؤثرة جدا ...ربى يخليكم لبعضكم ويثبتكم على الهداية ويجعلكم فخر لبلادكم
والحمد لله على السلامة

مشرف عدد الرسائل : 241 تاريخ التسجيل : 06/11/2007

أولاً أخي اليوم السابع، يعلم ربي أنا بالذات قداش تأثرت بالقصة يوم اللي علمتها، وشن صار فيا؟ وبالرغم من أني ما كنتش معاكم وقتها، لكن والله حسيت إني غرقت، نعم غرقت... أنت حتسأل وتقولي كيف؟ أخي العزيز كيف تشعر أنك تغرق؟ تغرق بذلك عندما لا تجد طريقة لتتنفس.. لتعيش لتحس بإنك حي. تشعر بكل ما قدمته يداك في الدنيا يمر أمامك كشريط سينمائي... كل الذكريات كل اللحظات. ما معنى الحياة عندما تفقد صديقاً كان لك بلسماً شافياً.. أو كان لك الهواء الذي تتنفسه عندما تضيق عليك الدنيا بما وسعت؟ هل عرفت الإجابة الآن عندما أقول لك أني قد غرقت معكم؟.. صدقني لقد نجاكم الله بفضله وبرحمته، ولكن - لاقدر الله - لو حصل لأي منكم أي مكروه ورغم إيماننا بقضاء الله وقدره، لكني أؤكد لك بأني كنت سأفقد عقلي... صداقتي بك أنت أخي وبكل أعزائي ممن ذهبوا معكم في الرحلة ليست صداقة عادية، أو زمالة دراسة... كنتم لي إخوة وسنداً وعوناً في هذه الدنيا.. عشت معكم أحلى الذكريات. ضحكنا معاً بكينا معاً درسنا معاً تنزهنا معاً.... عودتكم إلينا سالمين ما هي إلا رحمة من الله لكم ولي أنا ولكل شخص يهمه أمركم؛ لأنكم خير ما عرفت.... دمتم لنا سالمين... ودامت صداقتنا وأسأل الله تعاللا رب العرش العظيم ألا يفرق بيني وبينكم.

تحياتي

موضوع: رد: سبعة من العدم الأحد مايو 04, 2008 7:25 pm

قصة مؤثره تاثر بيها كل من سمعها
الحمد لله الف مره انه كتبلكم حياة جديده

الحمد لله على سلامتكم

بعيداً عن الأحداث ، وبعد حمد الله على سلامتكم

أسلوبك في الكتابة أكثر من رائع يا د.اليوم السابع،، أبدعت في إخراج ما في جوفك من مشاعر وفي حبكها لتكون قطعةً فنية متكاملة...

نتمنى أن نرى مزيداً من كتاباتك ، ولكن نتمنى أن تكون قصتكم آخر الأحزان

تحياتي

حقيقة .. سعيد جداً لعودة أحبابي سالمين ..