المريض يطلب من الطبيب المستحيل ويحمله ما لا يطاق ويظن أنه المريض الوحيد لديه, والطبيب يشكو العمل الكثير والصبر القليل ودلال المرضى
وهاتان رسالتان بين المريض والطبيب0
المريض:
أيها الطبيب المداوي , ياعارف الأدواء والشكاوي أتشرف بالكتابة اليك وان لم يكن لي ما لديك, وقد كنت زرتك ذلك اليومم في جملة من القوم , وفي انتظار العيادة كان لي فراش ووسادة , فقد انقطع الصوت وخشينا الفوت ومللنا التأخير وصرنا طوابير والناس ما بين مستعجل ومشغول , وخامس محمول وسادس معه بنادول فتناول منه الجميع , طلبا لمفعولا سريع , فالحل ليس في يديك, ولكن ما أبثه اليك هو ما حصل بعد الدخول عليك , فما أن سمعت صوت النداء ؛تى بادرت بقول هاء: وقمت ولم أتأخر وكدت في طريقي أتعثر, وخشيت على عظامي أن تتكسر , فلما دخلت ألقيت السلام , عملا بسنة الاسلام , فلم أسمع من أحد اجابة وخيم من الصمت سحابة, ولا يخفي على أولي النجابة سنة السلام وواجب الاجابة , ثم أشرت الي بالجلوس , بوجه عبوس , وسألتني عن الداء والبلوى, فبدأت بشرح الحال والشكوى , فقطعت علي الكلام , بأسئلة سهاام ولم تسمح لي بأي حال أن أتوسع في المقال, فبلعت ريقي , وكتمت ضيقي , ثم تفضلت بالكشف علي , فجمعت ثيابي الي , وانتظرت نتيجة الفحص , بكل اهتمام وحرص , فلم تعرج علي أو تلتفت الي , وأقبلت على تحرير الورق, فزاد عندي القلق , حتى خشيت الخنق , فبادرت بالسؤال , فأجبتني في الحال , لا داعي للاستعجال وكل ما لدي هو احتمال , وأنت بحاجة الى المزيد , من الفحوص والمواعيد , فخرجت من العيادة , ومرضي في ازديادة وانصرفت بلا ابتسامة , ولا قول مع السلامة وليست يا أخي هذة ظلامة ولكنها ملامة , فلو كنت لوجهك بسطت وبابتسامة تصدقت ولمريضك تلطفت , لكان هذا هو الدواء , وللهجت لك بالدعاء , ان بين يديك امانة جسيمة , ومهمة عظيمة فاحذر ان تكون العاقبة وخيمة , واياك والخلوة بأجنبية ولو كانت تقية أو مريضة مبلية , وراقب الله في النظرات واياك وكشف العورات مما لا تدعو اليه الضرورات , وفقك الله وهداك وسدد خطاك0
المريض0
فماذا كان رد الطبيب عليه :
"
"
قال الطبيب في رسالته00000000
أخي المريض00
أشكرك على بذل النصح وكريم الصفح فقد بسطت الشرح ونكأت الجرح, وأخجلني منك حسن الخطاب , وجميل العتاب , وأعتذر عما بدر مني , وان كان رغما عني , وهاأنا أبسط لك الأمر , وألتمس منك العذر ,أما ترك السلام فلعدم السماع , وليس لذا ملامة بالاجماع , وما رأيته من الوجه العبوس , فأنما يعكس ما في النفوس , وسأذكر ما عندي من الهموم , لعلك بعد ذلك لا تلوم 00 الا ينفجر بركان الغضب لديك , وتشد شعر رأسك بيديك حينما تعلم أن مريض السكر , على صحن من التمر قد أفطر ثم جاء الى العيادة يتبختر , شاكيا ارتفاع السكر , ناعيا ما منه حال الطب من تأخر , حيث لم يفلح في علاج هذا الداء الأكبر00000
واذا سألته عن خرق الحمية أنكر , وقد فضح التحليل ما أضمر ولو قال غير ذلك و أظهر , تلومني عن تحديد السؤال وعدم فتح المجال للاسترسال , ولو سمعت كل ما يقال , لملأت من الكلام جرائد , تتسع لأكبر الموائد , وربما قص أحدهم قصة حياته , وعدد أولاده وبناته , وتجارته وسياراته , ولكل مريض كلااام عريض , ولا يريد منك الا حسن الأستماع وعدم الانقطاع .عفوا عزيزي فقد جأنا لنعالج لا لنسجل برنامج0000
كما يريد بعض الناس , أن تكون طبيبه الخاص , تعيش همومه , ولا على شيء تلومه , وهذا شيء محال , فنحن بشر على أي حال , لدينا بيوت وأطفال , وهموم وأشغال , وقد يكون أحدنا مشغول البال ,فأين الصبر والأحتمال ؟
ومن المرضى من يشخص لك الداء , ويقترح عليك الدواء , وكأنما هو كبير الأطباء , ولا يقبل بأي حال , أن تجعل كلامه احتمال000
وبعضهم حينما تطلب منه التحليل , يبدأ بالذمر والعويل , وكأنما قتل له قتيل , ويعتذر بأنه عليل , وان دمه قليق , يريد منك التشخيص , بلا فحص ولا تمحيص ولا أشعة ولا أختبار فليس لدية وقت للانتظار , عذرا فلست من أصحاب المعجزات , ولا ممن يدعون المغيبات 000
ولا يقصم ظهرك ويضيق صدرك الا ما يقوله بعض الناس لائما اياك , ما الذي بمهنة الطب قد اغراك , أما علم هؤلاء أن الطبيب انسان بفعل الخير ولهان , وربما جفا النوم عيناه , ويبست من الظمأ شفتاه , وهو بمهنته مشغول على الامراض مسلول , ان الطبيب على ثغر , يطلب عظيم الاجر , يأسو الجراح , ويستعذب الكفاح , ولا يسأل اتعب ام استراح 00
اما انت يا مريضي الحبيب فستجد أخاك الطبيب في غرفة العيادة والاسعاف , ولن يريد منك سوى الانصاف 0
الطبيب0
منقول