| يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر | |
|
+3عابد Main Observer Dr.Nizar Mahgob 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Dr.Nizar Mahgob مشرف
عدد الرسائل : 1189 العمر : 43 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الإثنين فبراير 25, 2008 3:56 pm | |
| يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر ملاحظة: إن أحداث و شخصيات هذه القصة هي من وحي خيال الكاتب و أي تشابه بينها و بين أحداث أو شخصيات حقيقية هو بمحض الصدفة.... كباقي خلق الله تستيقظ في الصباح الباكر مع اشراقة الشمس و كباقي خلق الله تتوضأ و تصلي و تتناول إفطارك و لكن بخلاف كل خلق الله فإنك لا تدعو الله أن يكون يومك سعيداً و أن يفتح لك فيه كل أبواب الرجاء , فكل ما تريده أن يكون يومك أقل تعاسة من سابقه.... و في رحلة توجهك نحو التعاسة الأقل تركب سيارتك متجهاً الى مقر عملك ...فأنت و بكل فخر طبيب باطنة في مستشفى 7 أكتوبر و عندما تقترب رويدا رويدا من المستشفى و تدرك انه لا يزال قائما رغم انف التقارير الهندسية و انف "الكاتر بيلر" , تدعو الله دعاء الاقتراب من مستشفى 7 أكتوبر و هو أن لا تضطر إلى ركن سيارتك في احد شوارع البلاد كما فعلت بالأمس , و أن يهبك الله مكانا لسيارتك , و عندما تقترب من بوابة المستشفى و بعد سيل من النظرات يرشقك بها حارس البوابة الأمامية ليتأكد من هويتك يفتح لك باب السعد فتحمد الله على أن موقف السيارات داخل المستشفى مفتوح اليوم و أن نظرات التحقق من هويتك دليل على أن الدخول للعاملين فقط و لهذا تسجد بالتأكيد مكانا لسيارتك, لكنك سرعان ما تدرك أن الحلم هو نصف حياتك و النصف الآخر "جايك في الطريق" و عليك أن تصدق أن كل السيارات الموجودة داخل المستشفى هي للعاملين فيه بما فيها سيارات الأجرة و نقل اللحوم و في لمح البصر تجد أنك قد قمت بدورة كاملة حول المستشفى و وصلت إلى البوابة الخلفية ( لابد أن ماجلان عمل يوما طبيبا في هذا المستشفى فالسماء لا تمطر أفكاراً) و بعد تحية حارس البوابة الخلفية الذي يفتح لك الباب للخروج بعد أن يرشقك بنظرات الشفقة, تبدأ رحلتك للبحث عن مكان لسيارتك خارج المستشفى و ما أن تصل ثانية إلى واجهة المستشفى تلمح في الأفق مكانا لسيارتك في الموقف المقابل للمستشفى و بعد أن تفرك عينيك ثلاث مرات لتتأكد من صحة ما ترى تتجه فوراً بسيارتك "للزقوب" في هذا الموقف قبل أن يغير حظك رأيه و تشعر أن سيارتك تتهادى في سيرها نحو الموقف كأنها ترقص فرحاً و أن كل من حولك يغنون "اتمخطري يا حلوة يا زينه" و تقتنع أنك كنت سوداوياً و متشائما أكثر من اللازم و أن حظك اليوم لن يكون ككل الأيام فاليوم يوم سعدك بالتأكيد ( توا ايبانلك) و عندما تطفئ محرك سيارتك تجلس قليلا بداخلها لتستمتع قليلا بحلاوة الانتصار التي طال انتظارها و بعد أن تنظر حولك إلى صفوف الطوافين حول المستشفى تدرك أنك حصلت على مكان لا يقدر بثمن ( طبعاً ستدفع الثمن لاحقاً). و لأن اليوم يوم حظك على ما يبدو تتساءل عن أهمية أن تتلو دعاء الدخول إلى مستشفى 7 أكتوبر وهو أن تتضرع إلى الله العلي القدير أن لا يقابلك عند دخولك إلى باب المستشفى أي من أقاربك أو جيرانك أو أقارب جيرانك أو جيران أقارب جيرانك , و للأمانة فإنه في الغالب لا يقابلك أحد منهم لكن قد يصادفك الرجل الذي جلس في "المقعد" اللي جنبك في عشاء فرح ولد عمك من خمس سنين ليطلب منك خدمة "بسيطة" في المعمل أو الصيدلية أو قسم الأسنان و بعد أن تقوم بهذه الخدمة الصباحية اليومية "التزليطية" تبدأ في حشر جسمك بين الأجسام المتكدسة حول باب المستشفى و ما أن تصل إلى الباب مقدماً رجلك اليمنى على اليسرى و متمتماً تعويذة الحظ التي لقنتها لك والدتك يفاجئك حارس الباب " وين يا استاد" فتدرك أن هذا هو يومه الأول على الباب ( في معظم الأيام يكون هو يومه الأول) و لذلك لم يتعرف عليك و قبل أن تفتح فمك لتعرف عن نفسك تسمع شخصاً آخر يخاطبه "تي تكتور هضا" ( وتمتم في نفسك على الاقل استاد خير من هضا ) فيعتذر لك بكل لطف . | |
|
| |
Dr.Nizar Mahgob مشرف
عدد الرسائل : 1189 العمر : 43 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الإثنين فبراير 25, 2008 3:58 pm | |
| و ما أن تدخل للمستشفى تكتشف أن ممراته "مليانه بالاستادية" فتبدأ في تلاوة دعاء المشي داخل مستشفى 7 أكتوبر و هو أن لا يكون بين هؤلاء "الاستادية" أي من أقاربك أو جيرانك أو أقارب جيرانك أو جيران أقارب جيرانك و أن تصل إلى قسمك قبل أن يطلب منك أحد المرافقين أو المرافقات "علق" التغذية أو "فك" التغذية لمريضه لأنه لم يجد الممرضة و لأنك "تزلطت تزلطت" ستبحث عن الممرضة و ترجوها فعل ذلك فخبرتها في ذلك أكثر منك بكل تأكيد فهي تقوم في اليوم الواحد بفك و علق التغذية لأكثر من 40 مريضاً. و تتجه بعد ذلك مباشرة ( أو هكذا تأمل) إلى الغرفة التي فيها معطفك الأبيض متمنياً و مبتهلاً إلى الله أن تجد دولابك المتهالك الذي يشاركك فيه 4 أطباء موجوداً في مكانه الذي تركته فيه بالأمس فهو قد تعود على الترحال من غرفة إلى أخرى في الأيام الماضية و بما أن اليوم يوم حظك فإنك ستجده في مكانه مع بعض التفاصيل الصغيرة و هي أن بابه مفتوح (و هي مرادف معتول) و لكن الحمدلله فمعطفك قد تركوه لك بجانب دولابك حتى لا تتهم أحدا بالسرقة و بعد أن ترتدي معطفك الذي كان ابيضاً و تقرر أن تبدأ مرورك الصباحي تفاجئك الممرضة "في مريض تعبان يا ريت اتشوفه قبل" فتتجه فورا دون سؤالها عن حالته أو "تعبان كيف" لأن جوابها لن يزيد عن جواب والدتك عندما تطلب منك أن تشوف جارتكم " التعبانه" و لأن "تعبان" بلغة 7 أكتوبر قد يكون معناها "قريب ايموت" و حالما تصل إليه تجد الحاج الذي تجاوز السبعين ممدا في سريره بلا حركه و عندما تتأكد بسرعة من وجود علامات الحياة في جسده ( و هي عملية معقدة لم تستطع الممرضة القيام بها عندما شاهدت المريض) تسأل جمهور الجالسين داخل الغرفة "كنه شنو صارله" فيرد عليك أحدهم " الحاج في غيبوبة ما اوعيش من أمس في الليل" فترد عليه متسائلاً "أنت المرافق اللي معاه؟" فيجيبك "لا.. المرافق طلعوه بره المستشفى لانهم ما ايخلوش في المرافقين" فتنسى المريض و تكمل حوارك معه متسائلا "امالا انت شنو اتدير هنا" فيجيبك بكل منطقية "أنا المرافق امتاع المريض الآخر قالولي أقعد لأن مريضي تعبان يبي مرافق" و عندما تدرك أن سرير مريضه "التعبان" خالي تتسائل بكل تعجب "وين مريضك ؟" فيرد عليك بكل براءة "ماشي للحمام تو ايجي" و تنظر إلى باقي جمهور الجالسين في الغرفة متسائلاً "و أنتو شنو اتديرو هنا" فيجاوبك أحدهم و قد فهم سبب سؤالك "لا يا دكتور احنا مش مرافقين أحنا زوار انراجو في المريض يطلع من الحمام" و قبل أن يطلع المريض الذي جئت لنجدته من الحياة يفاجئك بسيل من التشجنات فتنادي عبثا على الممرضة التي تركتك وحدك في الغرفة ( هي أصلا لم تدخلها, فقط وصلتك لعند باب الحوش) و عندما يناديها أحد المرافقين تسألك بكل برود "كلمتني يا دكتور" فترد "بسرعة جيبي حقنة ﭭاليوم" و بعد أن تغيب بعض الدقائق ثم تعود لتخبرك أن الفاليوم في الناركوتك (أي صندوق الأدوية المخدرة) و أن مفتاح الناركوتك عند السوبرﭭايزر (أي الممرضة المشرفة) و أن السوبرفايزر طالعة شوية تو اتجي ( أي مش حتجي) و عندها تقوم بهز رأسك بقوة لتتأكد أن ما شعرت به للتو لم يكن وقوع أحدى "بلكات" المستشفى فوق رأسك (فذلك أمر كبير الاحتمال هذه الأيام) و إنما كان نتيجة ما أخبرتك به الممرضة, "باهي شنو ايصير توا" تخاطبها مطالباً اياها "اخلقيلي ﭭاليوم توا" و لأن المسكينة لا حول لها و لا قوة تذهب في رحلة البحث عن السوبرفايزر, "توا كانت في الجراحة","شفتها نازلة للمعمل","من بدري اركبت للقسم" و بعد أن تدرك أن رحلة البحث عن السوبرفايزر أطول من بحث بشار عن أمه (للأمانة أقصر قليلا لأن بشار ما كانش داير موبايل) تعود إليك "ما القيتهاش" و هي مدركة تماماً لخطأ تصرفها و لصواب طلبك فأنت لم تطلب منها البحث عن السوبرفايزر و إنما "خلق الفاليوم" و هو أمر أسهل بكثير. و تتفتح مداركها إلى فكرة عبقرية و هي أن تجلب لك الفاليوم من العناية و لكنها تدرك مرة أخرى أنها أخطأت التصرف فهي في مستشفى 7 اكتوبر و ليست في الشارع والحصول على الفاليوم له لوائح و قوانين و هناك تتعرض إلى سين و جيم من قبل سوبرفايزر العناية "شنو تبي فيه","مش عندكم فوق", "خلي الدكتور ينزل ايوقع عليه" و بعد أخذ و رد (لديها كل الخبرة في ذلك فهي تقوم به بصورة يومية تقريبا) تحصل على حقنة الفاليوم بعد أن توقع اتفاق الجمعة العظيمة مع طاقم العناية. | |
|
| |
Dr.Nizar Mahgob مشرف
عدد الرسائل : 1189 العمر : 43 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الإثنين فبراير 25, 2008 3:59 pm | |
| و تعود إليك مسرعة فتفاجئ بك و قد رفعت حالة التأهب من البرتقالي إلى الأحمر و أطلقت نداء إلى أفراد التشاركية بنقل المريض "فورا" إلى العناية, "الفاليوم معاش تبيه؟" تخاطبك الممرضة بينما تلمح في عينيها بريق الدموع على جهدها الضائع "التشنج وقف , بس خلي الفاليوم واتي مرات ايردله التشنج" , فترد عليك بكل أمل "انشالله". وتمر عليك الدقائق دون أن يأتي أحد من أفراد التشاركية و تستغل الوقت للتأكد من ضغط المريض و نبضه و في أثناء ذلك يعود المريض الذي كان في الحمام فيطلب منك مرافقه بكل أدب و بكل ذوق "ترى شوفنا ضغط الحاج يا دكتور" وبعد طول انتظارك تخبرك الممرضة بوصول أفراد التشاركية و هنا تبذل جهدا كبيراً في كبح جماح نفسك التي كادت تطلق زغرودة , لكن ذلك الشعور سرعان ما يتلاشى حينما يدخل عليك أحد أفراد التشاركية بالويل شير (أي الكرسي المتحرك) متسائلاً "وين المريض؟" و عندما تخبره أن المريض محتاج الى باريللا (أي نقالة) يرد عليك بالفطرة "الباريلا حاطين عليها مريض في العيادة..تبي نمشي انشوفها لك توا فاضية والا لا, دقيقتين بس" فترد عليه بالفطرة أيضا "لا و النبي يستر بيتك خليك , شيله كيف ما تبي اتشيله" و هنا تتفتح مدارك الممرضة عن فكرة عبقرية أخرى "انشيلوه بالسرير بكل" فيرد عليها "لا ممنوع..الإدارة قالت ما فيش سرير يطلع من الدار" و ينتهي الأمر بالمريض فوق الكرسي المتحرك و يطلق فرد التشاركية صفارات الإنذار و ينطلق بالمريض متفادياً صفوف من الأسرة في الممرات ليصل إلى باب المصعد و هناك تبدأ رحلة من الانتظار تنتهي بعدم القدرة على فتح باب المصعد رغم كل المحاولات "افتح يا بندق","افتح يا باذنجان","افتح يا كوسة" و لأن المريض حالته لا تحتمل انتظار سندباد لسبعة أيام حتى يكتشف أحدهم عبارة "افتح يا سمسم" تطلب من أفراد التشاركية نقله عبر "الدروج" وهو عمل اعتيادي تعودوا القيام به كل يوم. و بعد أن تطمئن إلى وصول المريض إلى داخل العناية تبدأ في "حك" رأسك لتتذكر ما كنت تنوي القيام به قبل أن تناديك الممرضة "آه المرور...يللا نبدو الراوند" و قبل أن تنهي كلامك تفاجئ بإحدى ممرضات العناية مناديةً "دكتور..انتو نزلتو مريض للعناية؟" و قبل أن تعترف أنت بهذا الجرم تكمل قائلة "باهي تعال شوفة و اكتبله العلاج لأن دكتور العناية مازال ما جاش" و لأنك "السكورطة الواتية" دائما تتجه نحو العناية و عند دخولك العناية تجد أن الطبيب قد وصل للتو ليطرح عليك السؤال المعتاد "ليش امنزلينه,مش عطيناكم فاليوم" و بعد مداولات قصيرة يتفهم الموقف و لكن المشكلة "ما فيش سرير" و "المريض كان المفروض من أمس ينزل بس الله غالب العناية مليانه" , و هنا تنظر إلى الجدران من حواليك لتبحث عن أنظف مكان "تخبط فيه راسك" و لكن قيل أن ترتكب هذه الحماقة تكتشف أنك كثير التشاؤم و أن اليوم هو يوم سعدك فتنادي إحدى ممرضات العناية "دكتور سرير سبعة ارستد" أي المريض في سرير رقم سبعة (الحمدلله مش السرير هو المقصود) قد فارق الحياة , و أنه كما كان حظك عظيماً في الحصول على موقف لسيارتك حصل مريضك أيضاً على مكان له في العناية. و تعود صعودا إلى القسم مزهواً بالانجاز الضخم و دعوات الممرضات لك (خاصة ممرضات الروتة) على جميل صنيعك (لهن و ليس للمريض). "هيا يا سيستر نبدو الراوند" أخيرا تدخل أولى غرف وحدتك معتقداً أنك ستبدأ مرورك الموعود و لكن هيهات , يفتح باب الغرفة شخص و يسأل عنك بالاسم "ايوة تفضل" تجيبه فيرد "أنا ولد الحاج اللي نزلتوه للعناية, شنو حاله توا" طبعا توا معاش قعد مرافق و لذلك سمحوا له بالدخول ,"أسأل عليه جماعة العناية أنا شفته في القسم بس لما قالولي أنه تعبان فنزلته للعناية و هو مش من الوحدة امتاعي" معتقداً أنك قد أفحمته بالرد و لكن هيهات ثم هيهات فيرد عليك "سألت عليه العناية قالولي نركب تسألك أنت" و مرة أخرى تنظر إلى الجدران من حواليك لتبحث عن أنظف مكان "تخبط فيه راسك" و لأن اليوم يوم سعدك ينقذك في آخر لحظة حارس التشاركية الموجود بالقسم (و الذي رافق المرافق حتى باب الغرفة ليقبض عليك) فيقول له "هيا تو ننزل امعاك نسألو عليه حد في العناية" و بعد عدد من التنهيدات تقرر البدء في المرور و تتذكر أنك لم تتلو دعاء المرور في مستشفى 7 أكتوبر و لذلك حصل ما حصل (و هو يحدث يومياً حتى مع الدعاء و لكن عند تلاوتك للدعاء تشعر على الأقل أنك درت اللي عليك) و بعد السلام على أول مريض و السؤال عن حاله تفتح ملف المريض باحثاً عن نتائج التحاليل التي طلبتها بالأمس فتجد الملف متخما بأوراق التحاليل فلا تستطيع إخفاء ابتسامتك العريضة لأن ذلك يعني أن طلباتك كانت أوامر و تبدأ في قراءة النتائج لتحدد التشخيص : hemolysed, NA,QNS, repeat, MOO و لأنه لم يمر عليك في دراستك الطبية مرضاً واحداً يسبب هذه النتائج (باستثناء بختك المايل) و لأن حالة المريض تبدو مستقرة فنتائج التحليل مطابقة للنتائج التي أجريت له عند دخوله فإنك تقرر له الخروج مع إعادة التحاليل لاحقاً. | |
|
| |
Dr.Nizar Mahgob مشرف
عدد الرسائل : 1189 العمر : 43 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الإثنين فبراير 25, 2008 4:00 pm | |
| و تنتقل بعدها للمريض التالي الذي لا تجد في ملفه أي تحاليل فتسأل السؤال المعتاد "سحبتوله التحاليل؟" فتأتيك الممرضة بالجواب المعتاد "المفروض ساحبينله" فتسأل سؤالك المعتاد "نحن طلبناهن أمس ليش مش قاعدات في الملف" فترد بجوابها المعتاد "أنا ما مريتش امعاكم أمس" و عندما تدرك أن أسئلتك المعتادة لا تزال طويلة و أن أجوبتها المعتادة أطول وأن ممرضة المرور لهذا اليوم ليست هي من كان معك بالأمس و بالتأكيد لن تكون هي نفسها معك في الغد تقرر أن تتجه لأقرب جدار نظيف "تخبط فيه راسك" و لكن بما أن اليوم هو يوم سعدك فقبل أن ترتكب هذه الحماقة تدخل إلى الغرفة ممرضة أخرى لتسأل "عندكم مريض أسمه مطيوح المريوح" فتجيب عليها "ايوة كنه" فتجيبك "هذين تحاليله القيتهن في ملف مريضي" فتحمد الله على نعمته و تشعر بالرغبة في معانقة مريضك و تهنئته على سلامته من انتظار إعادة التحاليل. و تنتقل إلى مريضك الثالث الذي قبل أن تحييه يبدأ في تحيتك على طريقته "مستشفى امعفن", "ما فيش اميه","التكييف خارب" و عندما تخبره بأن حالته جيدة و أموره مية المية و أنه سيخرج اليوم يبدأ في استجداءك لتبقيه "كم يوم آخر في المستشفى المعفن اللي ما فيش اميه و بدون تكييف" لأن عنده مشكله اجتماعية مازالت "ما انحلتش" و لأنك اكبر حلال مشاكل في المستشفى لا تجد بداً من الموافقة لتنتقل سريعاً إلى المريض التالي الذي يحييك بكل حرارة و يشكرك على جهودكم الجبارة "الحمدلله اللي عيالنا ايعالجو فينا , جيتكم واصل حدي و توا الحمدلله" و قبل أن تضيق الغرفة بك يهمس طبيب الامتياز في أذنك "ضغطه اليوم 200 على 140" فتنظر إلى ورقة العلاج محتارا في أي نوع من أدوية الضغط ستضيفه إلى الأنواع الثلاثة التي كتبتها له في الأيام الماضية و عندما تصل إلى قرارك تخبره بأنك أضفت له علاجا جديدا للضغط يضاف إلى علاجه الذي أخذه هذا الصباح , "بس اليوم ما جابولي شي" فتنظر إلى الممرضة و بدون أن تنبس بكلمة واحدة تخبرك بأنها ستتأكد من ممرضة الروتة "ليش ما عطاتاش" فتخاطبها "شوفيها ليا توا" فتجاوبك "بس هي فصلت توا و ديوتيها الجاي بعد أربع أيام" ثم تكمل حديثها "انتو شنو كاتبينله , زستريل و أدالات و إزيدركس...بس هذين NA" و تشعر بها وكأنها تقول لك في قرارة نفسها "انت وين عايش" و لأنك متأكد بما بقي من قواك العقلية أن هذه الأدوية كانت متوفرة إلى يوم الأمس تطلب منها الذهاب للتأكد منها في دولاب الأدوية فتعود إليك قائلة "قالولي جابوهن بس مش امطلعين منهن للممرضات اللي كانن ماسكات في الليل و كلمتهم توا ايجيبونا توا" , و لأن كلمة "توا" التي ختمت بها جملتك ساهمت بشكل كبير في السيطرة على أعصابك فإنك تقرر فورا مغادرة هذه الغرفة "النكد" و تتجه إلى غرفة أخرى "بلكي اتغير جو" و اثناء انتقالك بين الغرفتين هناك بانتظارك "بريك اعلاني" يمد يده إليك بلا تردد و كأنه يعرفك من أيام العثمانيين " اهلا دكتور..أنا رغاي الوجاج مندوب شركة البرج المايل للأدوية ممكن ناخذ من وقتك خمس دقائق نبي نحكيلك علي دوا جديد اسمه بسكوبان" فتضطر للابتسام و إبداء اهتمامك بهذا الدواء التحفة لأن "البنينات" التي تكتب بها في مرورك "هبة" من شركته و أن الشئ الوحيد الذي يمكن أن تحصل عليه من مجيئك للمستشفى هو بعض العينات المجانية منه و لكنك تعتذر له بأنك لديك "بعض" المرضى لتكمل مرورك السعيد عليهم فيتفهم الأمر بكل رحابة صدر " توا اندير لفة في المستشفى و انردلك" يعني ما عندك وين هارب "جايك جايك" و بسرعة تدخل إلى الغرفة متمنياً أن يكون حالها أحسن من سابقتها, و تجد في الغرفة وجهاً جديداً (بالتأكيد حالة دخول جديدة) فتسأل طبيب الامتياز بكل براءة عنها "شنو الحالة هذي" فينظر اليك نظرة المتعجب و كأنك سألته عن عاصمة جزر الأنتيل "والله علمي علمك يا دكتور توا انشوفو الملف" و بعد فك طلاسم خط طبيب الديوتي تكتشف أن الحالة هي حالة التهاب مسالك UTI و تسأل طبيب الإمتياز "حاطينه علي مضاد حيوي؟" فينظر الى ورقة العلاج و يجيبك "ايوة, روسيفين" و تدرك هنا أنه يجب أن "تحن" علي طبيب الإمتياز ببعض المعلومات "لا, الروسيفين ما هوش أول خيار في الحالة هذي, بس هضوما دكاترة الديوتي مش حافظين إلا الروسيفين, اكتبله سيبرو أحسن" فترد عليك الممرضة "السيبرو NA يا دكتور" فينظر إليك طبيب الامتياز منتظراً ردك "أوك مش مشكلة, الخيار التاني هو الأوغمنتين أكتبه له" فترد عليك الممرضة "الأوغمنتين كمل يا دكتور" و قبل أن ينظر إليك طبيب الإمتياز ثانية تجيب بدون تردد و أنت العليم بخيارات المضادات الحيوية "أوك مش مشكلة, الخيار الثالت سيبترين" فترد عليك الممرضة و هي العليمة بالموجود من المضادات الحيوية "السيبترين ما عادش ايجيبو فيه" فتهمس اليها متمنياً أن لا يسمعك طبيب الامتياز "عندكم روسيفين؟" و لن ينتظر طبيب الامتياز ردها فيعيد "فتح" خانة الروسيفين التي "سكرتها" أنت , و لكنك لا تقرر النظر إلى ما حدث نظرة سوداوية على الأقل تعلم طبيب الامتياز أول دروسه العملية و هي أن كتب "دافيدسون" و "هاريسون" التي درسوها له في سنة خامسة هي مجرد قصص خيال علمي و أن الواقع ها هنا يرحب به. | |
|
| |
Dr.Nizar Mahgob مشرف
عدد الرسائل : 1189 العمر : 43 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الإثنين فبراير 25, 2008 4:01 pm | |
| و عندما تقرر الإنتقال إلى المريض التالي تفاجئ بأن أحد مرضاك غير موجود و أن سريره خالي و لأن المريض المذكور حالته "مش ولا بد" فهو مصاب بالشلل التام تسأل الممرضة عنه متوقعاً أن يكون جوابها "اكسبايرد" أو "نزلوه للعناية" لكنها تفاجئك برد غير متوقع "اليوم ماشي ايدير MRI في الهواري" و لأنك كنت تنتظر هذه اللحظة طويلاً فإنك تجد نفسك على وشك أداء رقصة "صلصة" مع طبيب الامتياز و تخاطب الممرضة لأول مرة هذا اليوم بما تستحقه على هذا الخبر السار "انت أحسن ممرضة في المستشفى ياريتك ديما اتمري معانا,الله يبارك فيك, فرحتيني, انشالله ربي يفتح عليك و ايوقفلك سعدك, انشالله ربي..." و هنا يذكرك طبيب الامتياز (طبعا لا يوجد غيره معك في الراوند) انك تبالغ قليلا في إطرائك و دعواتك للممرضة فترد عليه قائلا "اسكت أنت مازلت صغير و توا تكبر و تعرف قيمة اللحظة هذي, هيتي ورقة العلاج انعلمله علي علاجه" طبعا ما فيش ملف لان الملف ايصوروا فيه مع المريض, و بينما تقوم مزهواً "بالتشيير" على ورقة علاجه يفتح افراد التشاركية باب الغرفة ليضعوا مريضك الذي كان في ال MRI على سريره فتنظر إلى مرافقيه التسعة (الدين دخلوا معه الغرفة بالطبع) فتخاطبهم مبتسماً "ها...صورتوا...امالا جيتوا أول وحدين كملتوا بسرعة بسرعة" فينظر أحدهم إليك نظرة أسى ( طبعاً عليك وليس على المريض) "لا ما صار شي..الحاج تحرك في الصورة و ما فيش عندهم طبيب تخدير", المريض تحرك؟؟ "تسي شنو تحرك و هو مشلول شل حياتهم", طبعاً هنا يجب أن تنسى ضبط النفس و كتم الغيظ فلا مكان لها داخل هذه الغرفة فقد استنفذت مخزونك منها في الغرفة الأولى, "باهي كيف ايصير توا" تتسائل سؤالك الأخير قبل أن تقوم بما كان يجب أن تقوم به منذ الصباح فيأتيك جوابهم "قالولنا جيبوه الاسبوع الجاي و خلو دكتوركم ايدز معاه دكتور تخدير" طبعاً دكتورهم "اللي هو أنا" فاتح محل دكاترة تخدير. و بسرعة و لأول مرة خلال مرورك تفهم الممرضة خطوتك التالية فتشير بإصبعها إلى الجدار المقابل لأنه أنظف جدران الغرفة فتجد نفسك تقوم بما كان يجب أن تقوم به منذ الصباح "تخبط راسك في انظف ساس" و بعد عدة "خبطات" تشعر ببعض الارتياح و بالقدرة على مواصلة يومك السعيد و قبل أن يخبرك طبيب الامتياز أن "خبط الراس في الساس" ليس استجابة طبيعية للأحداث التي مررت بها اليوم فإنك تخبره (و أنت الخبير بذلك) أن ذلك صحيح و أن الاستجابة الطبيعية لما حدث هي البحث عن أقرب شيء قابل للعض لكن هذا التصرف (الذي قمت به في السابق) قد جلب عليك بعض المتاعب فاستبدلته "بخبط الراس في الساس" فيهز طبيب الامتياز رأسه و قد فهم ما تعنيه فلقد تعلم اليوم ما لن يتعلمه في أي مكان آخر...... و قبل مغادرتك الغرفة (فقد أكملت مرورك) تسأل الممرضة "هي التركينه هذي من الساس نظيفة واجد كيف فطنتيلها بسرعة" فترد عليك "أصلاً أنا كلمت جماعة النظافة اينظفوها لك مخصوص" و هنا تشعر ببعض الرضا عن نفسك فهناك من يهتم لأمرك في المستشفى. و عند مغادرتك الغرفة يخاطبك أحد الأقارب التسعة للمريض المشلول "دكتور, مش ممكن تنقلونا الحاج إلى قسم الأشعة كم يوم بلكي يطلع يمشي؟" ... | |
|
| |
Dr.Nizar Mahgob مشرف
عدد الرسائل : 1189 العمر : 43 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الإثنين فبراير 25, 2008 4:03 pm | |
| مهمتك التالية أيضا تحتاج إلى دعاء مخصوص فأنت الآن متوجه إلى غرفة الأطباء لتناول وجبة الفطور و الطريق إلى الغرفة محفوف بالمخاطر:"توقيع روشيتة أعصاب","شوفنا الحالة هذي العيادة القيتاها امسكرة","تكتب سكربورت؟","ماشفتش دكتور فلان-و معناها اخلقلنا دكتور فلان"," دورنا العلاج هضا ما القيناش في الصيدلية" . و أذا قدر لك تجاوز كل هذه الحواجز فإن كل ما تتمناه أن تجد "نصاً" ينتظرك في سلة الفطور لكن سرعان ما تتلاشى هذه الأمنية حين تجد الذين سبقوك إلى الغرفة و هم "يمصمصون" شفاههم جالسين حول سلة الفطور الفارغة فتتظاهر حفظاً لماء وجهك أنك دخلت الغرفة للجلوس و الراحة فقط و تتحسر على الأيام الخوالي التي كانت فيها أعداد "أنصاص" الفطور مساوياً تقريباً لعدد أطباء القسم (أيام براد الشاهي الأصفر) عندما كان حقك في نص التن "المرصع بالماس" و الدحي "ذو الحواف الذهبية" محفوظاً, و تبدأ نفسك الأمارة بالسوء في سب و شتم المطبخ و الإدارة على تقليص كمية الفطور و جعلها "نص" واحد لكل أربعة أطباء. غير أنك سرعان ما تنتبه إلى ضيق أفق تفكيرك و إلى قصر نظرك في هذه الأمور فهذا التقليص لم يكن بغرض التوفير و ليس سببه "الميزانية" أو الحسد على هذه النعمة و لكنه كان نتيجة دراسة و بحث و تمحيص و تشكيل لجان و اجتماعات و مهمات داخلية و خارجية, فالأمر خاضع لقانون العرض و الطلب. فعندما كان هناك "نص" لكل دكتور تساوى العرض مع الطلب و هو أكبر الأخطاء التي تقع فيها الكثير من الدول النامية غير الخبيرة بقواعد الاقتصاد الرأسمالي العالمي فأدى هذا التساوي بين العرض (أي الأنصاص) و الطلب (أي دكاترة الباطنة) إلى حالة "تضخم اقتصادي" فارتفع اليورو أمام الدولار و اضطر المصرف المركزي الأوروبي إلى تخفيض أسعار الفائدة للتقليل من الآثار الاقتصادية لهذا الارتفاع, غير إن استمرار تدفق أنصاص التن و الدحي بنفس المعدل إلى حجرة دكاترة الباطنة قلل من التأثير المتوقع لقرار تخفيض أسعار الفائدة فاستمر ارتفاع سعر اليورو مما اضطر شركة جنرال موتورز الى قفل ثلاثة من مصانعها في اوروبا و تسريح نحو 6,000 عامل الأمر الذي استدعى عقد اجتماع تقابلي عاجل بين مجلس مديري البنك الدولي و صندوق النقد الدولي مع ممثلين من مستشفى 7 اكتوبر و تقرر خفض عدد أنصاص التن و الدحي بنسبة 75 % الأمر الذي ساهم في استقرار أسعار اليورو.... و بعد أن تلوم نفسك على "نيتها السودا" تقرر بدء رحلتك الثانية و هي رحلة البحث عن مكان للجلوس لأن غرفة الأطباء تم تصميمها أصلاً لتكون "مشتى" و ليس "مصيف" و لخبرتك في الأماكن المحتملة لجلوسك تختار غرفة المكتبة لكونها أكثر الأماكن أماناًً ( وإن كانت الأماكن كلها مشتاقة ليك) و هناك بعد حمد الله على أن أبواب المكتبة مفتوحة تتذكر أن لديك محاضرة (توتوريال) ستقدمها غداً فتقرر البحث عن ضالتك بين كتب المكتبة و لأن مواضيع محاضراتك دائماً من النوع النادر و "الصقع" لا تجد شيئاً من مبتغاك فعليك البحث في الانترنت و قبل ذلك عليك البحث عن الانترنت فهي بكل تأكيد غير موصولة للمكتبة (المكتبة للكتابات) و أن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمكتبة قادمة في "الشحن" . و لكن البحث عن الانترنت في المستشفى ليس بالأمر الصعب فهي موجودة في كل المكاتب من مكتب المدير إلى مكتب سكرتيرته إلى مكاتب الشئون الادارية و المالية و الطبية و مكاتب رؤساء الأقسام و حتى المطبخ و كل ما عليك هو "شحتة" عشر دقائق للبحث عن موضوعك و عندما تقرر التطفل أخيراً على أحد الموظفين فإنه لا يمانع إطلاقا في إعطاءك عشر دقائق كاملة بكل رحابة صدر بعد أن يسارع في حركات خفيفة إلى إقفال كل صفحات الانترنت التي كان يتصفحها و عندما تبدأ في البحث عن موضوعك الطبي الذي تعتقد أنه هام تكتشف أن صاحبنا كان يستعرض مواضيع أكثر أهمية في مواقع على شاكلة www.***.com و www.******.com بل و حتى www.*****.com (طبعاً لا حياء في الطب) و عندما تجد موضوعك "التافه" و تأخذه على "الفلاش" تشكر صاحبنا على كرمه و وسعة باله و تعتذر له عن "التعطيل" في شغله....... ثم تعود لتستطلع أحوال القسم فتلمح الممرضة و هي تقطع الممرات جيئة و ذهاباً ملوحة بملف يساراً و يميناً فتيقن أن هناك حالة دخول و أنه لا يوجد سواك "ايشوفها" و انت "سيد الشوافين" و لكي تكسب بعض الوقت تخاطبها قائلاً "خلي طبيب الامتياز ياخذ منها الهستوري و بعدين انجي انشوفه" فترد عليك بنبرة تذكرك بنبرة والدتك عندما تسألها "خوي الصغير جاب الخبزة والا لا" قائلة "طبيب الامتيااااز,,, تي فرقت,, هضا روح من بدري" و تنظر بسرعة إلى ساعتك فتجدها قد قاربت الثانية عشر فتقول لنفسك "تي باهي اللي تحمل القعدة لعند توا" و تأخذ منها الملف ذليلا مكسورا لتبدأ رحلة أخذ التاريخ المرضي و الفحص السريري للمريض و بعد قرابة ساعة من ذلك تيقن أن حالة المريض جراحية و من المحتمل أنه يعاني من التهاب حاد في البنكرياس فتنادي الممرضة "نزليه انديروله صورة تلفزيون عاجلة و أسحبي منه انزيمات البنكرياس" . | |
|
| |
Dr.Nizar Mahgob مشرف
عدد الرسائل : 1189 العمر : 43 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الإثنين فبراير 25, 2008 4:05 pm | |
| و تظل منتظراً عودتها في حجرة التمريض و لا يطول انتظارك حتى تبشرك "دكتور الاشعة روح من الساعة 11 و التحليل قالولي المعمل ما نستقبلوش بعد الساعة 11" فتلعن الساعة 11 و سنين الساعة 11 "باهي جيبيلي ورقة استدعاء عاجل لدكتور الجراحة" فتمد اليك الورقة مخاطبة اياك " بس كن تبيه ايجيك توا انزل انت كلمه و الا مش حيجي الا في العشية" و لأن معارفك في قسم الجراحة كثر فإنك تعود بصحبة أحدهم و تدخل معه غرفة مريضك فيختصر طبيب الجراحة كل جهدك في الهستوري و الفحص في ثانيتين يضع خلالهما يده على بطن المريض فيوافقك في التشخيص و يقول لك "انديروله صورة تلفزيون عاجلة و أسحبوله انزيمات البنكرياس" فتخبره بصعوبة هذا الطلب في الاوضاع الراهنة فيقول لك "اوك دزه ايديرهن بره و إلا نرجو لعند بكره" و عندما تتعجب من اقتراحه و تسأله "باهي توا مش حالته حالة جراحة؟ نزلوه عندكم في الجراحة و كملوا معاه انتم" فيرد عليك برود "لالا..انتو خلوه عندكم و احنا انجو انشوفوه كل يوم". و لأنك مصاب بعسر هضم لمثل هذا النوع من الكلام تقرر التصرف بمسئولية و الاتجاه مباشرة لتشكو الأمر إلى مدير المستشفى فهو طبيب و جراح و سيتفهم بكل تأكيد طبيعة الحالة و حالما تتمكن من الدخول إلى مكتبه متجاوزاً كل الحواجز الإدارية بلياقة تضاهي لياقة "كولين جاكسون" و ما أن يلمحك المدير عند باب مكتبه حتى ينظر سريعاً إلى السقف طالباً الرحمة و اللطف من ربه ثم يخاطبك "خير يا دكتور" و هي عبارة استهلالية ليس معناها "خير يا دكتور شنو حالك" و لكن يعني بها "خير يا دكتور شنو فيه" لأنه يعلم علم اليقين من زياراتك شبه اليومية لمكتبك أنه "ما ايجيش من وراك خير" . و بعد أن تشرح له القصة برمتها يخاطبك قائلاً "لالا..عنك حق يا دكتور" و يرفع سماعة الهاتف ليطلب من طبيب الجراحة نقل المريض فوراً إلى قسم الجراحة و هنا تكمن العبقرية الإدارية في حل المشاكل فهو بمكالمة واحدة حل مشكلتك فالمريض لم يعد "في رقبتك" و حل مشكلته هو أيضاً فالمريض لم يعد مريضك "لتسكن" له يومياً بشكاويك و نكدك ..إلا إن المشكلة التي لم تحل هي مشكلة المريض فهو سيقبع في قسم الجراحة بدون صورة تلفزيون عاجلة و بدون تحليل إنزيمات البنكرياس و ستسمع في الغد أن أهل المريض أخرجوه على مسئوليتهم بعد أن تدهورت حالته و نقلوه إلى إحدى المصحات الخاصة لاستكمال العلاج أو لاستكمال حياته..... و تخرج من الإدارة و قد حققت انتصاراً آخراً تضيفه إلى انتصاراتك الجبارة في يومك السعيد هذا, و عند توجهك عائداً إلى مبنى المستشفى يقابلك في موقف سيارات المستشفى أحد زملائك من الأطباء الذي يأخذك بالأحضان و يسلم عليك بابتسامة عريضة فهو لم يرك منذ مدة طويلة و بعد أن يسألك عن أخبارك و أحوالك دون أن يعطيك فرصة للإجابة يبدأ "ايهدرز عليك" و يخبرك عن فوز البرازيل على الارجنتين (طبعاً انت ناقصك هم) و عن الفشل المثير لعملية هروب السجناء في Prison break و عن السيرك الايطالي اللي اطلعوا توانسة و عن لذة شاورما الحطاب فتستغرب من وجود طبيب في مستشفى 7 أكتوبر "جوه سمح" و تقول في نفسك أنه بالتأكيد إما طبيب جراحة أو طبيب أسنان لكنه سرعان ما يذكرك بأنه طبيب باطنة مثلك و أنه يعمل في نفس الوحدة التي تعمل فيها منذ 6 أشهر عندما يسألك سؤاله المعتاد "ها...شنو أخبار اليونت؟" فهذا السؤال هو علاقته الوحيدة باليونت أو الوحدة و قبل أن تخبره بأخبار اليونت النكدية يستطرد قائلا بجملته المعهودة "بلكي نبدا أمعاكم الأسبوع الجاي" و تذكر دوماً أنه قال "بلكي" و الراجل ديما عند كلمته ثم يقول لك أنه اليوم ماشي لاجدابيا و بكرة للبريقة و بعدها للمرج و ممكن عنده مشية بعد يومين للكفرة فتضطر إلى هز رأسك بقوة لتذكر نفسك أنك تتحدث مع طبيب باطنة و ليس مع إحدى طائرات البراق, ثم يودعك قائلاً "خلينا انشوفوك" .... وهنا تكتشف السبب الرئيسي وراء كون جوه سمح و جوك نكد , انه العمل في المستشفى على أغلب تقدير و لذلك تتخذ قرارك التاريخي بطلب إجازة لمدة أسبوعين لتفرهد عن نفسك شوية و تتجه مباشرة إلى مكتب رئيسك حاملاً طلب إجازتك فيستقبلك بكل ود و ترحاب فأنت في نظره الطبيب المواظب و النشيط الذي يجب أن تكون طلباته أوامر و عندما تمد إليه طلب الإجازة و هي أول إجازة لك منذ 3 سنوات يخبرك بحقك القانوني في الإجازة و بحقك "الأخلاقي" فيها كونك من أفضل أطباء القسم لكنه يذكرك بتوقيت الإجازة السيئ (دائماً ما يكون توقيتك سيئاً) و عن ما يجب أن تتخيل حدوثه في حال غيابك عن وحدتك ليوم واحد (فما بالك بأسبوعين) من انتهاكات لحقوق المرضى و من مذابح جماعية في الأقسام فتسحب بصورة لاإرادية و بسرعة طلب إجازتك خوفاً من المثول أمام محكمة الجزاء الدولية و تغادر المكتب مقنعا نفسك "شنو نبي اندير بيها الاجازة..أصلاً ما عندي وين نمشي" . ثم تنظر إلى الساعة فتجدها قد تجاوزت الثانية و تقرر المغادرة فوراً فلا تتوقع مزيداً من الأحداث السعيدة لأن يوم عملك قد انتهى و هنا تحمد الله على أنه بكل تأكيد كان أفضل من سابقه.. و تتجه إلى سيارتك في الموقف المقابل للمستشفى (المفروض أنه تابع للمستشفى) سعيدا لكونك لن تضطر إلى المشي مسافة طويلة للوصول إلى سيارتك كما فعلت بالأمس و بعد أن تجلس في السيارة و تستمتع بالتكييف بداخلها تفاجئك بعض الطرقات على زجاجها, فتفتح زجاج السيارة ليمد أحدهم يده أمام وجهك حاملاً ورقة بيضاء صغيرة كتب عليها "جهاز منتزهات بنغازي" فتهز رأسك للتأكد من المكان الذي ركنت فيه سيارتك (انا في البوسكو و إلا المستشفى) و لكنه يقطع تفكيرك قائلاً "خمسين قرش يا استاد" و في هذه اللحظة تدرك أنك لم تتخلص كلياً من عادة العض...دكاترة البلاستك عليش قاعدين؟
النهاية A | |
|
| |
Dr.Nizar Mahgob مشرف
عدد الرسائل : 1189 العمر : 43 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الإثنين فبراير 25, 2008 4:07 pm | |
| ملاحظة لست كاتب هذه القصة | |
|
| |
Main Observer الإدارة
عدد الرسائل : 262 العمر : 37 الموقع : http://tasmimi.net الأوسمة : الأوسمة : مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/10/2007
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الإثنين فبراير 25, 2008 4:40 pm | |
| جميل جداً جداً جداً .. يا دكتور
أسلوب سهل وجميل من الكاتب.. | |
|
| |
عابد طالب جديد
عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 11/11/2007
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الإثنين فبراير 25, 2008 4:51 pm | |
| الكتابة واقعية وحلوة جداً..
وشكرا لتحضيرنا للواقع.. | |
|
| |
medo مشرف عام
عدد الرسائل : 246 العمر : 38 الأوسمة : مزاجي : تاريخ التسجيل : 06/11/2007
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الثلاثاء فبراير 26, 2008 12:13 pm | |
| جميل جداً ربي يستر و نحصلوا عقد في مستشفى تنسلوخ (مستقبلاً) ربي يساعدك يا دكتور نزار | |
|
| |
Dr. Taha fallah مشرف قسم التصاميم
عدد الرسائل : 232 العمر : 37 الأوسمة : الأوسمة : مزاجي : تاريخ التسجيل : 18/11/2007
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر السبت مارس 01, 2008 6:45 pm | |
| مشكور موضوع حلو ومشوق ربي يعينك | |
|
| |
SaRaBsal مشرف قسم الأدبيات
عدد الرسائل : 605 الأوسمة : مزاجي : تاريخ التسجيل : 05/04/2008
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الثلاثاء أبريل 08, 2008 12:51 am | |
| ههههههههههههههههههه :ابتسامة عريضة: ضاحك شر البلية ما يضحك والله بس فعلا أبدع من كتبها :ممتاز: يعطيك ويعطيه الصحة تحياتي | |
|
| |
anli}{ طالب مجتهد
عدد الرسائل : 340 العمر : 37 الأوسمة : مزاجي : تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| |
| |
Dr.Nizar Mahgob مشرف
عدد الرسائل : 1189 العمر : 43 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر الجمعة مايو 02, 2008 12:49 am | |
| - اقتباس :
- ملاحظة لست كاتب هذه القصة
قلت هذا من قبل و الأن أوكد هذا بتسمية الكاتب ألا وهو الدكتور LibyanDoc | |
|
| |
| يوميات طبيب في مستشفى 7 أكتوبر | |
|